السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلوو انه نتعرف على ماضينا ..
والي ماله اول ماله تالي
اليوم ان شاء الله بنرمس عند تاريخ أبوظبي .. وتاريخ آل نهيان فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجع أول إشارة نعلمها اليوم عن بني ياس في واحة ليوا إلى سنة 1633 ، أيام دولة اليعاربة ، وذلك في المخطوطة العمانية القديمة كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة للمؤرخ سعيد بن سرحان .
ويعود اكتشاف منطقة أبوظبي لهجرة أفراد القبيلة نحو مدينة أبوظبي من واحة ليوا وذلك منذ عام 1761 ، واستطاع ياس وأبناؤه من بناء حوالي 20 بيتا في المنطقة .
وذات يوم من عام 1769 كان رجل ذو شأن من قبيلة بني ياس يجوب جزيرة مهجورة بحثا عن الماء وإشباع هواية القنص ، التي استحوذت على عرب الخليج والجزيرة العربية ، وبينما هو ماض في رحلة البحث إذا بظبي يظهر أمامه فجأة فصوب الرجل سلاحه إليه فأرداه جريحا في مكانه ، وعندما اقترب منه اكتشف منبعا عذبا للماء ، فعاد الرجل إلى قومه فرحا ، وكان يوما من الأيام المجيدة .
ومن يومها أطلق شيخ قبيلة بني ياس اسم أبوظبي على هذه الجزيرة ، وأعلن تحريم الدخول إليها والدفاع عنها من الغزاة .
وكثر عدد سكان أبوظبي وزاد البناء بها ، وأصبح حوالي 400 بيت ، ولكن ظل شيوخ آل بوفلاح يديرون شؤون الحكم من واحة ليوا في الداخل
قصر الحصن:
على مدى قرنين من الزمان, كان قصر الحصن ملاذ والمنزل ومقر الحكم والإدارة لآل نهيان حكام أبوظبي, وهم فرع من آل بوفلاح الذين ينحدرون من حلف قبائل بني ياس الشهيرة.
إن أي دراسة تتعلق بهذا المعلم التاريخي كقلعة حربية أو قصر, لا يمكن أن تتم بمنعزل عن ذكر إنجازات آل بو فلاح الذين أقاموا وحكموا وقادوا الإمارة سيايساً واقتصادياً في مراحل نموها بوجه عام.
ومن هذا المنطلق , فإن هذه الدراسة تم إعدادها لإبقاء الضوء على تاريخ أحد عشر شيخاً من شيوخ آل بو فلاح حكام أبوظبي على مدار ما يقارب قرنين من الزمان, مع بيان مساهماتهم في تحديد ملامح تاريخ المنطقة وما جاورها, وذلك بداية من الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى وانتهاء بالشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان ممن حكموا أبوظبي منذ عام 1793م إلى عام 1966م.
لقد كان الشيخ ذياب بن عيسى أول من جاء إلى الجزيرة, إلا أن ابنه الشيخ شخبوط ( 1793 – 1816 م ) هو الذي نقل عاصمته إليها من منطقة المارية في ليوا واستقر فيها وأًصبح أول حاكم فعلي لإمارة أبوظبي.
كان الشيخ شخبوط مثالاً يحتذى في بسالته العسكرية وبراعته السياسيه والصفات القيادية التي كان يتحلى بها حتى صار ثدوة لكل من خلفوه في حكم الإمارة من شيوخ آل بوفلاح الذين أثبتوا عظمتهم حكاماً للإمارة. فعلى سبيل المثال, الشيخ طحنون بن شخبوط الذي حكم أبوظبي بدءاً من عام 1818 م خلفاً لأخيه الشيخ محمد ( الذي حكم بعد والده لمدة سنتين 1816 – 1818 م ) أثبت أنه لا يقل شجاعة و إقداماً وحنكة سياسية عن والده, ففي عهده برزت أبوظبي قوة سياسية وعسكرية في جنوب شرق الجزيرة العربية, وتحولت من أرض قاحلة يقطنها بعض صيادي السمك إلى مركز لتجارة اللؤلؤ على امتداد الساحل.
وبعد وفاة الشيخ طحنون, واصل خلفاؤه السير بأبوظبي قدماً على طريق الاستقرار السياسي وكانت لهم الغلبة العسكرية. فكان كل من الشيخ خليفة بن شخبوط الذي حكم في الفترة 1833 – 1845 م, والشيخ سعيد بن طحنون الذي حكم خلال 1845 – 1855 م , كان كلاهما مثالاً للشجاعه في ساحات الحرب مما أدى إلى خضوع القبائل لهما. ونتيجة لصلابتهما وحصافتهما وبسالتهما تقدمت الإمارة على مختلف الأصعدة واستمر تقدمها . والجدير بالذكر أن هذا القصر قد احتضن مركز الوثائق والبحوث منذ عام 1968 وحتى عام 1998 م .
وتستمد الدراسة هذه عن تاريخ أبوظبي مصادرها من السجلات الرسمية للإداريين البريطانيين في منطقة الخليج, وهي تقدمها بشكل محايد مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الانسياق وراء وجهات النظر البريطانية ونقدها عندما تجانب الواقع والحقيقة. إذ لا يخفى على القارئ أن الهدف الرئيسي من الوجود البريطاني في الخليج كان حماية مصالح بريطانيا في الهند. ولتحقيق هذا الهدف, اتبع البريطانيون في الخليج سياسة المصالة الذاتية, وهذا يوضح إلى حدٍ ما, تدخلهم السافر في سياية الملاحة في الخليج ووصف كل عمل عسكري بحري بالقرصنة.
ومع ذلك, فإن علينا الاعتراف أن التدخل البريطاني لنشر السلم البحري قد أسهم بقدرٍ ما, في الاستقرار الاقتصادي, حيث إنه أمن الطرق البحرية وجعل رحلات الغوص أكثر انتظاماً بشكل لم يكن ليتحقق في ظل الظروف التي كانت تعم المنطقة في ذلك الوقت .
ومنعاً لحدوث أي لتباس, فقد تمت كتابة أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن كما وردت في الوثائق البريطانية. ونشير إلى أنه من بديهيات الكتابة التاريخية أنها ليست لاستحضار القديم فحسب , بل هي لإثارة التشاؤلات حوله أيضاً. وإذا قدر لهذا البحث أن يؤدي قراءته إلى مزيد من البحوث في المستقبل فيكون قد أدى المهمة التي كتب من أجلها.
حتى وصل ذروته في عهد الشيخ زايد بن خليفه 1855 – 1909 م
حين صارت أبوظبي الإمارة المهيمنة على امتداد الساحل العربي.
ولكن بعد وفاة الشيخ زايد بن خليفة تبدلت الأوضاع في أبوظبي وواجهت تراجعاً سياسياً وعسكرياً واستمر على مدى فترة حكم أربعة من خلفاء الشيخ زايد بن خليفة, تلاحقوا على الحكم بشكل متتابع،
وهم:
الشيخ طحنون بن زايد 1909 – 1912 م
والشيخ حمدان بن زايد 1912 – 1922 م
والشيخ سلطان بن زايد 1922 – 1926 م
والشيخ صقر بن زايد 1926 – 1928 م
لقد كان تأثير فترة الركود وما صاحبها من كساد في تجارة اللؤلؤ في الثلاثينيات, عميقاً في اقتصاد أبوظبي, ولم تتغير الأحوال إلا في حقبة الستينيات عندما اكتشف النفط وبدئ في تصديره، حيث بدأت مرحلة انتقالية في تاريخ أبوظبي. وهذه الدراسة تتوقف عند نهاية حكم الشيخ شخبوط بن سلطان 1928 – 1966 بصفته آخر من جكم أبوظبي وهو مقيم في قصير الحصن.
ومهما يكن من أمر , فإن النقلة التاريخية لأبوظبي من مدينة ناشئة إلى إمارة بارزة, تمت على يدي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد توليه الحكم سنة 1966 م وثم قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 م واختيار أبوظبي عاصمة لها , وهذه كانت ذروة لمرحلة من التغيرات التاريخية.
لقد كان قصر الحصن على مر السنوات عصب الحياة السياسية لإمارة أبوظبي, كما كان مركز السلطة لحكامها من آل نهيان, وشاهداً على كثير من الأحداث التي مرت بها المنطقة على مدار السنين, وذلك في الأمور السياسية والصراع على السلطة ومواصلة تقدم أبوظبي اجتماعياً واقتصادياً, حتى تحقق التقدم الذي أدى إلى ما وصلت إليه أبوظبي لاحقاً.
والغريب في الأمر, أنه حتى عندما كانت أبوظبي تمر بمراحل من التدهور كان القصر الأبيض للحاكم يعطي انطباعاً بالقوة والمنعة. وقد ذكرته الوثائق البريطانية في تلك الفترة بأسماء مختلفة مثل ( القلعة , الحصن , قصر الحاكم , دار الحكومة ). ويبقى قصر الحصن واحداً من الأمثلة القليلة الباقية رمزاً لفن العمارة القديمة في أبوظبي, كما يعتبر بوابة الحاضر إلى الماضي.
لقد مر القصر بمراحل شتى من حيث البناء بما بتوافق مع التغيرات السياسية والاستراتيجية. وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) , مر القصر بمراحل عدة من الترميمات كي يبقى في حالة جيداً نظراً للعوامل الطبيعية والبيئية.
وكان زايد ( رحمه الله ) في كثير من سلوكه وأفعاله يوحي للمقربين له إنه عى شبه كبير من جده زايد بن خليفة مما جعل الشاعر محمد بن حم رحمه الله يقول شعراً في صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو شاب لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره وتبدو عليه علامات الزعامة المبكرة إذ يقول :
هزري على زايد يشابه جده
رعيب لي سد العرب ما سده
يسلم زبينه والطليب يـرده
واللي معاصي يبشره بالشده
وزايد عليهم بالكرم والمـده
وقد أثبت التاريخ صدق فراسة الشاعر إذ أن زايد ( رحمه الله ) لم يكتف بمشابهة جده زايد الكبير فحسب بل تجاوز ذلك إلى خصال وصفات قل أن توجد كلها في شخص رجل واحد.
حلوو انه نتعرف على ماضينا ..
والي ماله اول ماله تالي
اليوم ان شاء الله بنرمس عند تاريخ أبوظبي .. وتاريخ آل نهيان فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجع أول إشارة نعلمها اليوم عن بني ياس في واحة ليوا إلى سنة 1633 ، أيام دولة اليعاربة ، وذلك في المخطوطة العمانية القديمة كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة للمؤرخ سعيد بن سرحان .
ويعود اكتشاف منطقة أبوظبي لهجرة أفراد القبيلة نحو مدينة أبوظبي من واحة ليوا وذلك منذ عام 1761 ، واستطاع ياس وأبناؤه من بناء حوالي 20 بيتا في المنطقة .
وذات يوم من عام 1769 كان رجل ذو شأن من قبيلة بني ياس يجوب جزيرة مهجورة بحثا عن الماء وإشباع هواية القنص ، التي استحوذت على عرب الخليج والجزيرة العربية ، وبينما هو ماض في رحلة البحث إذا بظبي يظهر أمامه فجأة فصوب الرجل سلاحه إليه فأرداه جريحا في مكانه ، وعندما اقترب منه اكتشف منبعا عذبا للماء ، فعاد الرجل إلى قومه فرحا ، وكان يوما من الأيام المجيدة .
ومن يومها أطلق شيخ قبيلة بني ياس اسم أبوظبي على هذه الجزيرة ، وأعلن تحريم الدخول إليها والدفاع عنها من الغزاة .
وكثر عدد سكان أبوظبي وزاد البناء بها ، وأصبح حوالي 400 بيت ، ولكن ظل شيوخ آل بوفلاح يديرون شؤون الحكم من واحة ليوا في الداخل
قصر الحصن:
على مدى قرنين من الزمان, كان قصر الحصن ملاذ والمنزل ومقر الحكم والإدارة لآل نهيان حكام أبوظبي, وهم فرع من آل بوفلاح الذين ينحدرون من حلف قبائل بني ياس الشهيرة.
إن أي دراسة تتعلق بهذا المعلم التاريخي كقلعة حربية أو قصر, لا يمكن أن تتم بمنعزل عن ذكر إنجازات آل بو فلاح الذين أقاموا وحكموا وقادوا الإمارة سيايساً واقتصادياً في مراحل نموها بوجه عام.
ومن هذا المنطلق , فإن هذه الدراسة تم إعدادها لإبقاء الضوء على تاريخ أحد عشر شيخاً من شيوخ آل بو فلاح حكام أبوظبي على مدار ما يقارب قرنين من الزمان, مع بيان مساهماتهم في تحديد ملامح تاريخ المنطقة وما جاورها, وذلك بداية من الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى وانتهاء بالشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان ممن حكموا أبوظبي منذ عام 1793م إلى عام 1966م.
لقد كان الشيخ ذياب بن عيسى أول من جاء إلى الجزيرة, إلا أن ابنه الشيخ شخبوط ( 1793 – 1816 م ) هو الذي نقل عاصمته إليها من منطقة المارية في ليوا واستقر فيها وأًصبح أول حاكم فعلي لإمارة أبوظبي.
كان الشيخ شخبوط مثالاً يحتذى في بسالته العسكرية وبراعته السياسيه والصفات القيادية التي كان يتحلى بها حتى صار ثدوة لكل من خلفوه في حكم الإمارة من شيوخ آل بوفلاح الذين أثبتوا عظمتهم حكاماً للإمارة. فعلى سبيل المثال, الشيخ طحنون بن شخبوط الذي حكم أبوظبي بدءاً من عام 1818 م خلفاً لأخيه الشيخ محمد ( الذي حكم بعد والده لمدة سنتين 1816 – 1818 م ) أثبت أنه لا يقل شجاعة و إقداماً وحنكة سياسية عن والده, ففي عهده برزت أبوظبي قوة سياسية وعسكرية في جنوب شرق الجزيرة العربية, وتحولت من أرض قاحلة يقطنها بعض صيادي السمك إلى مركز لتجارة اللؤلؤ على امتداد الساحل.
وبعد وفاة الشيخ طحنون, واصل خلفاؤه السير بأبوظبي قدماً على طريق الاستقرار السياسي وكانت لهم الغلبة العسكرية. فكان كل من الشيخ خليفة بن شخبوط الذي حكم في الفترة 1833 – 1845 م, والشيخ سعيد بن طحنون الذي حكم خلال 1845 – 1855 م , كان كلاهما مثالاً للشجاعه في ساحات الحرب مما أدى إلى خضوع القبائل لهما. ونتيجة لصلابتهما وحصافتهما وبسالتهما تقدمت الإمارة على مختلف الأصعدة واستمر تقدمها . والجدير بالذكر أن هذا القصر قد احتضن مركز الوثائق والبحوث منذ عام 1968 وحتى عام 1998 م .
وتستمد الدراسة هذه عن تاريخ أبوظبي مصادرها من السجلات الرسمية للإداريين البريطانيين في منطقة الخليج, وهي تقدمها بشكل محايد مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الانسياق وراء وجهات النظر البريطانية ونقدها عندما تجانب الواقع والحقيقة. إذ لا يخفى على القارئ أن الهدف الرئيسي من الوجود البريطاني في الخليج كان حماية مصالح بريطانيا في الهند. ولتحقيق هذا الهدف, اتبع البريطانيون في الخليج سياسة المصالة الذاتية, وهذا يوضح إلى حدٍ ما, تدخلهم السافر في سياية الملاحة في الخليج ووصف كل عمل عسكري بحري بالقرصنة.
ومع ذلك, فإن علينا الاعتراف أن التدخل البريطاني لنشر السلم البحري قد أسهم بقدرٍ ما, في الاستقرار الاقتصادي, حيث إنه أمن الطرق البحرية وجعل رحلات الغوص أكثر انتظاماً بشكل لم يكن ليتحقق في ظل الظروف التي كانت تعم المنطقة في ذلك الوقت .
ومنعاً لحدوث أي لتباس, فقد تمت كتابة أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن كما وردت في الوثائق البريطانية. ونشير إلى أنه من بديهيات الكتابة التاريخية أنها ليست لاستحضار القديم فحسب , بل هي لإثارة التشاؤلات حوله أيضاً. وإذا قدر لهذا البحث أن يؤدي قراءته إلى مزيد من البحوث في المستقبل فيكون قد أدى المهمة التي كتب من أجلها.
حتى وصل ذروته في عهد الشيخ زايد بن خليفه 1855 – 1909 م
حين صارت أبوظبي الإمارة المهيمنة على امتداد الساحل العربي.
ولكن بعد وفاة الشيخ زايد بن خليفة تبدلت الأوضاع في أبوظبي وواجهت تراجعاً سياسياً وعسكرياً واستمر على مدى فترة حكم أربعة من خلفاء الشيخ زايد بن خليفة, تلاحقوا على الحكم بشكل متتابع،
وهم:
الشيخ طحنون بن زايد 1909 – 1912 م
والشيخ حمدان بن زايد 1912 – 1922 م
والشيخ سلطان بن زايد 1922 – 1926 م
والشيخ صقر بن زايد 1926 – 1928 م
لقد كان تأثير فترة الركود وما صاحبها من كساد في تجارة اللؤلؤ في الثلاثينيات, عميقاً في اقتصاد أبوظبي, ولم تتغير الأحوال إلا في حقبة الستينيات عندما اكتشف النفط وبدئ في تصديره، حيث بدأت مرحلة انتقالية في تاريخ أبوظبي. وهذه الدراسة تتوقف عند نهاية حكم الشيخ شخبوط بن سلطان 1928 – 1966 بصفته آخر من جكم أبوظبي وهو مقيم في قصير الحصن.
ومهما يكن من أمر , فإن النقلة التاريخية لأبوظبي من مدينة ناشئة إلى إمارة بارزة, تمت على يدي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد توليه الحكم سنة 1966 م وثم قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 م واختيار أبوظبي عاصمة لها , وهذه كانت ذروة لمرحلة من التغيرات التاريخية.
لقد كان قصر الحصن على مر السنوات عصب الحياة السياسية لإمارة أبوظبي, كما كان مركز السلطة لحكامها من آل نهيان, وشاهداً على كثير من الأحداث التي مرت بها المنطقة على مدار السنين, وذلك في الأمور السياسية والصراع على السلطة ومواصلة تقدم أبوظبي اجتماعياً واقتصادياً, حتى تحقق التقدم الذي أدى إلى ما وصلت إليه أبوظبي لاحقاً.
والغريب في الأمر, أنه حتى عندما كانت أبوظبي تمر بمراحل من التدهور كان القصر الأبيض للحاكم يعطي انطباعاً بالقوة والمنعة. وقد ذكرته الوثائق البريطانية في تلك الفترة بأسماء مختلفة مثل ( القلعة , الحصن , قصر الحاكم , دار الحكومة ). ويبقى قصر الحصن واحداً من الأمثلة القليلة الباقية رمزاً لفن العمارة القديمة في أبوظبي, كما يعتبر بوابة الحاضر إلى الماضي.
لقد مر القصر بمراحل شتى من حيث البناء بما بتوافق مع التغيرات السياسية والاستراتيجية. وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) , مر القصر بمراحل عدة من الترميمات كي يبقى في حالة جيداً نظراً للعوامل الطبيعية والبيئية.
وكان زايد ( رحمه الله ) في كثير من سلوكه وأفعاله يوحي للمقربين له إنه عى شبه كبير من جده زايد بن خليفة مما جعل الشاعر محمد بن حم رحمه الله يقول شعراً في صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو شاب لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره وتبدو عليه علامات الزعامة المبكرة إذ يقول :
هزري على زايد يشابه جده
رعيب لي سد العرب ما سده
يسلم زبينه والطليب يـرده
واللي معاصي يبشره بالشده
وزايد عليهم بالكرم والمـده
وقد أثبت التاريخ صدق فراسة الشاعر إذ أن زايد ( رحمه الله ) لم يكتف بمشابهة جده زايد الكبير فحسب بل تجاوز ذلك إلى خصال وصفات قل أن توجد كلها في شخص رجل واحد.
